التخاطر العقلي

MesterPerfect

Administrator
طاقم الإدارة
إنضم
6 أغسطس 2018
المشاركات
3,556
مستوى التفاعل
2,665
النقاط
113
الإقامة
sohag, Egypt
الموقع الالكتروني
www.youtube.com
الجنس
ذكر
نظام التشغيل
Windows10
قارئ الشاشة المستخدم
nvda
Whatsapp
201554240991
كلنا يعرف قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أرسل جيشا يقاتل المشركين وعلى رأسهم قائد يسمى (سارية)، وكان سارية يقاتل أعداء الله متحصناً بجبل خشية أن يلتف الأعداء من خلفه، وعندما أحسّ الأعداء أنه لا يمكنهم مقاتلة سارية، دبروا خطة بأن يتراجعوا من أمام المسلمين حتى يظنوا أنهم انهزموا فيتبعهم المسلمون في مطاردة تبعدهم عن الجبل، ثم يطبقوا عليهم من خلفهم، لم يكن سارية على دراية بخطة أعدائه وكاد أن يقع في مخططهم ولكن عندما هم بمطاردة الأعداء سمع صوت عمر في المعركة يأمره بالالتزام بالجبل.

وبعيدا عن سند هذه القصة التي صححها الإمام الألباني قدس الله روحه، وبعيدا عن الكرامات والقدرات الإلاهية التي إختص الله بها من شاء من عباده,فان شواهد مثل ذلك نعيشها وخاصة مع الامهات عندما يحدث لابنائهن شيء ما وهو بعيدون عنهن. وأنت عزيزي القارئ: كم مرة اتصل بك شخص كنت تفكر فيه للتو, بل كم مرة فكرت في أغنية أو إنشودة أو دعاء أو آية قرآنية ووجدت أن أحد المقربين منك يردد ما تفكر فيه أو يذكره أمامك أو يذكرك به بطريقة أو بأخرى.

إن بعضا مما ذكر من أمثلة للتواصل يسمى علميا بالتخاطر أو التليباث (Telepath) وهو اتصال العقلي والروحي عند البشر بين شخصين بحيث يستقبل كل منهما رسالة الآخر في نفس الوقت الذي يرسلها إليه الآخر.

ونظرا لأن خلايا المخ ترسل إشارات كهربائية فيما بينها، مولدة بدورها مجالا مغناطيسيا دقيقاً للغاية، فإن العقل عندما يكون في حالة اليقظة يُصدر أشعة (بيتاَ)، وأشعة (ألفاَ) عند التأمل، وأشعة (ثيتاَ) عند الاسترخاء الشديد، و (دلتا) في النوم العميق. ولكن مع التطورات العلمية وكثرة الأشعة التي تصطدم بأجسامنا ضعفت قدرات الإنسان بصورة أفقدته قدرته على التخاطر وصار يحدث بصورة نادرة.

إن أول من نظر التخاطر هو العالِم مايرز عام 1691، وهو بذلك قد فتح آفاقا للبحث والجدل لا يزال قائماً حتى الآن، والآن أصبح البلوتوث (Bluetooth) يُستخدم في نقل الصور من جهاز إلى جهاز آخر لاسلكيا، فعقل الإنسان في حالة التليباث كهذه الأجهزة أيضا.. إلا أن التخاطر لا يشترط الزمان أو المكان القريب ولا حتى زمكان اينشتاين، فكل ما تحتاجه هو العاطفة والحب، أو الكثير من التركيز والتدريب والتأمل ولذا فإنك تجد المتحابين هم أكثر قدرة على التخاطر، خاصة وأن أرواحهم قد تآلفت، وكم من بلوتوث قاد إلى تليباث.

مما يميز التخاطر انك لا تحتاج إلى دفع فواتير إلى شركات الاتصالات ولا تحتاج إلى أجهزة لذلك، ولذا فالسؤال الذي يطرح نفسه، كيف لي بالتخاطر؟ قال أحدهم: فقط استرخ وركز انتباهك بعد أن تأخذ نفسا عميقا ثم تخيل رسالتك في عقلك، فستخطر رسالتك على قلب من تريد بإذن الله، بشرط أن يكون المتلقي في حالة هدوء واسترخاء. إنك حينما تفكر في شخص فإن هناك مسارا ( Path ) ينبعث بينكما من خلاله تنطلق الرسالة.. وبالتالي فانه إذا كان المستقبل لا يمتلك وسائل الدفاع عن نفسه (ذهنيا ونفسيا) فانه لن يستقبل الرسالة وحسب بل سيتأثر برسالة المرسل!.

ولذا يستطيع المرسل أن يحمل المحبوب ويجذبه إليه برسالة تخاطرية، حتى يصبح (الثابت) أي المحبوب ( محمولا ) إلى المحب ، وعندما يتمكن الناس من تطبيق ذلك، تضيع شركات الاتصالات بين الثابت و المحمول.
 
موضوع في غاية الروعة والجمال
جزاك الله خيرا صديقي على نشره
ومعك حق أخي الحبيب فيما قلتَهُ
وشكرا جزيلا لك على هذا الموضوع المميز
تقبل تحياتي.
 
عودة
أعلى