قصة صوت صفير البلبلِ

MesterPerfect

Administrator
طاقم الإدارة
إنضم
6 أغسطس 2018
المشاركات
3,556
مستوى التفاعل
2,665
النقاط
113
الإقامة
sohag, Egypt
الموقع الالكتروني
www.youtube.com
الجنس
ذكر
نظام التشغيل
Windows10
قارئ الشاشة المستخدم
nvda
Whatsapp
201554240991
صوت صفير البلبل

صوتُ صفيرِ البلبل قصيدة نظمها الأصمعي
يتحدى بها الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور
بعد أن ضيق على الشعراء
فهو كان يحفظ القصيدة من أول مرة يسمعها فيها
فكان يدّعي بأنه سمعها من قبل
فبعد أن ينتهي الشاعر من القاء القصيدة
يقوم الخليفة بسرد القصيدة إليه
وكان لديه غلام يحفظ القصيدة بعد أن يسمعها مرتين
فكان يأتي به ليسردها بعد أن يلقيها الشاعر ومن ثم الخليفة
وكان لديه جارية تحفظ القصيدة من المرة الثالثة
فيأتي بها لتسردها بعد الغلام
ليؤكد للشاعر بأن القصيدة قد قيلت من قبل
وهي في الواقع من تأليفه
وكان يعمل هذا مع كل الشعراء
فأصيب الشعراء بالخيبة والإحباط
خاصة أن الخليفة كان قد وضع مكافأة للقصيدة
التي لا يستطيع سردها وزن ما كُتبت عليه ذهباً
فسمع الأصمعي بذلك فقال : " إن في الأمر مكر وحيلة "
فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني
ولَبِسَ لِبسَ الأعراب وتنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير
فدخل على الأمير وقال : إِنَ لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك
ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل
فقال له الأمير: هات ما عندك
فألقى عليه قصيدة صوت صفير البلبل
وبعد انتهائه من قول القصيدة
لم يستطع الخليفة أن يذكر شيئا منها
ثم أحضر غلامه فلم يتذكر شيئا أيضا
لأنه يحفظها بعد مرتين من سردها
ثم أحضر الجارية فهي الأخرى لم تتذكر شئ
فقال له الخليفة :
سوف أعطيك وزن لوح الكتابة ذهبًا
فعلى ماذا كتبتها ؟
فقال له الأصمعي:
لقد ورثت عمود رخام من أبي فنقشت القصيدة عليه
وهذا العمود على جملي في الخارج يحمله أربعة من الجنود
فأحضروه فوزن الصندوق كله
فقال الوزير: يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعي
فقال الأمير: أمط لثامك يا أعرابي
فأزال الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي
فقال الأمير: أتفعل هكذا بأمير المؤمنين يا أصمعي؟!
قال: يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا
قال الأمير: أعد المال يا أصمعي
قال : لا أعيده
قال الأمير: أعده
قال الأصمعي : بشرط
قال الأمير: فما هو؟
قال :أن تعطي الشعراء على قولهم ومنقولهم
قال الأمير: لك ما تريد

و الآن هذه هي القصيدة :
=============

صـوت صــفير الـبلبـلي
هيج قـــلبي الثمــلي

المـــــــاء والزهر معا
مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي

و أنت يا ســـــــــيدَ لي
وســــــيدي ومولي لي

فكــــــــم فكــــم تيمني
غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي

قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ
من لثم ورد الخــــجلي

فـــــــقال لا لا لا لا لا
وقــــــــد غدا مهرولي

والخُـــــوذ مالت طربا
من فعل هـــذا الرجلي

فــــــــولولت وولولت
ولـــــي ولي يا ويل لي

فقلت لا تولولـــــــــي
وبيني اللؤلؤ لــــــــــي

قالت له حين كـــــــذا
انهض وجــــــد بالنقلي

وفتية سقــــــــــــونني
قـــــــــهوة كالعسل لي

شممـــــــــــتها بأنافي
أزكـــــــى من القرنفلي

في وســط بستان حلي
بالزهر والســـــرور لي

والعـــود دندن دنا لي
والطبل طبطب طب لـي

طب طبطب طب طبطب
طب طبطب طبطب طب لي

والسقف سق سق سق لي
والرقص قد طاب لي

شـوى شـوى وشــــاهش
على ورق ســـفرجلي

وغرد القمري يصـــــيح
ملل فـــــــــــي مللي

ولــــــــــــو تراني راكبا
علــــى حمار اهزلي

يمشي علــــــــــــى ثلاثة
كمـــــشية العرنجلي

والناس ترجــــــــم جملي
في الســوق بالقلقللي

والكـــــــــل كعكع كعِكَع
خلفي ومـــن حويللي

لكـــــــــــن مشيت هاربا
من خشـــية العقنقلي

إلى لقاء مــــــــــــــــلك
مــــــــــعظم مبجلي

يأمر لي بخـــــــــــــلعة
حمـــراء كالدم دملي

اجــــــــــــر فيها ماشيا
مبغــــــــــددا للذيلي

انا الأديب الألمــعي من
حي ارض الموصلي

نظمت قطــــعا زخرفت
يعجز عنها الأدبو لي

أقول في مطلعــــــــــها
صوت صفير البلبلي

الاصمعى
 
عودة
أعلى